لبنان على حافة الهاوية- مقامرة حزب الله تهدد ما تبقى.
المؤلف: حمود أبو طالب11.21.2025

لبنان اليوم، في ظل الظروف الراهنة، لم يعد قادراً على تحمل تبعات أفعال حزب الله التي أثقلت كاهله في الماضي. البلاد تعيش أسوأ مراحلها على كافة الأصعدة: سياسياً، مع شغور منصب الرئاسة لفترة طويلة وحكومة تصريف أعمال بالكاد تقوم بواجباتها؛ اقتصادياً، مع انهيار العملة الوطنية وارتفاع معدلات التضخم؛ وأمنياً، مع وجود أعداد كبيرة من اللاجئين ومحيط إقليمي يعج بالاضطرابات. الوضع الحالي لا يشبه عام 2006، حين كانت الدولة بمؤسساتها قادرة على الصمود وإنقاذ البلاد من الاجتياح الإسرائيلي. اليوم، حزب الله وحده يراهن بما تبقى من لبنان ويجازف بمستقبل البلاد أمام آلة عسكرية إسرائيلية ضخمة تستخدم بقسوة مفرطة. ورغم مشاهدة الحزب لتلك الآلة وهي تعمل في غزة منذ عام كامل، فإنه لم يتعظ، في ظل غياب إرادة دولية حقيقية لوقفها، على الرغم من الجهود الدبلوماسية المكثفة التي تبذلها اللجنة المشكلة من القمة العربية الإسلامية.
إن انخراط حزب الله في حرب غزة، حتى وإن كان بشكل رمزي وغير مؤثر، كان كافياً لإضافة المزيد من التوتر بينه وبين إسرائيل. يأتي هذا في ظل رفض الحزب لأي اتفاق سياسي يهدف إلى تخفيف حدة التوتر في جنوب لبنان وشمال إسرائيل. لقد وضع الحزب نفسه في فخ خطاباته النارية التي يطلقها حسن نصر الله، وقصفه العشوائي بالصواريخ الذي بات يحمل معنى مختلفاً بالنسبة لإسرائيل منذ اندلاع حرب غزة وإعلان حزب الله عن حضوره فيها منذ البداية. هنا، كان واضحاً أن إسرائيل لن تُضيع هذه الفرصة التي منحها إياها الحزب لتوجيه ضربة قوية إليه في الوقت الذي تراه مناسباً. وهذا ما تجسد عندما بدأت إسرائيل قبل أيام بشن غارات واسعة النطاق ومتواصلة تجاوزت مناطق الاشتباك المعتادة في جنوب لبنان، حيث بلغت نحو 1,100 غارة في اليوم الأول، مما أسفر عن سقوط أكثر من 400 قتيل و 1,200 جريح، وإجبار سكان الجنوب على النزوح الجماعي في ظروف قاسية وخطيرة.
إن محاولة حزب الله التستر بعباءة غزة هو خطأ سياسي فادح. فقضية فلسطين بشكل عام وحرب غزة الأخيرة تختلفان عن قضية حزب الله، على الرغم من راديكالية حركة حماس وانتمائها الأيديولوجي لما يسمى بمحور المقاومة. وعلى الرغم من المآسي التي حدثت في غزة، إلا أنها حظيت بتعاطف واسع النطاق على المستويين الشعبي والرسمي، لأنها أرض محتلة مغتصبة، وقضية فلسطين وحقوق شعبها في إقامة دولته هي مطلب شرعي بموجب القرارات الدولية والأممية. ولكن، في المقابل، من سيتعاطف أو يقف مع حزب الله، الذي تصنفه العديد من الدول كمنظمة إرهابية؟ ربما فرنسا وحدها تحاول التعامل معه على أساس أن لديه مكوناً سياسياً بالإضافة إلى العسكري، مما يتيح إمكانية التفاهم والحوار معه. ولكن الواقع أثبت فشل هذه النظرة، لأن فرنسا لم تستطع تحقيق أي تقدم إيجابي مع حزب الله لإخراج لبنان من المأزق الخطير الذي أوقعه فيه. وبناءً على هذه المعطيات وغيرها، لا يُستبعد أن تزيد إسرائيل من وتيرة هجماتها على لبنان، خاصة إذا تكرر التاريخ بشكل أسوأ مما حدث في عام 2006.
لقد سافر نتنياهو إلى الكونجرس الأمريكي خلال المجازر التي ارتكبت في غزة وألقى خطاباً مطولاً قوبل بعواصف من التصفيق والتعاطف. واليوم، من المفترض أن يكون في نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وإذا ألقى خطاباً، فإنه سيتحدث عن خطر حزب الله الإرهابي وضرورة مواجهته، وليس عن الاعتداء على لبنان وانتهاك سيادته وقتل المدنيين. ومع ازدواجية معايير المجتمع الدولي، ليس من المستغرب أن يحظى بعاصفة جديدة من التصفيق بفضل تهورات حزب الله، بينما تواصل آلته العسكرية تدمير لبنان.
إن انخراط حزب الله في حرب غزة، حتى وإن كان بشكل رمزي وغير مؤثر، كان كافياً لإضافة المزيد من التوتر بينه وبين إسرائيل. يأتي هذا في ظل رفض الحزب لأي اتفاق سياسي يهدف إلى تخفيف حدة التوتر في جنوب لبنان وشمال إسرائيل. لقد وضع الحزب نفسه في فخ خطاباته النارية التي يطلقها حسن نصر الله، وقصفه العشوائي بالصواريخ الذي بات يحمل معنى مختلفاً بالنسبة لإسرائيل منذ اندلاع حرب غزة وإعلان حزب الله عن حضوره فيها منذ البداية. هنا، كان واضحاً أن إسرائيل لن تُضيع هذه الفرصة التي منحها إياها الحزب لتوجيه ضربة قوية إليه في الوقت الذي تراه مناسباً. وهذا ما تجسد عندما بدأت إسرائيل قبل أيام بشن غارات واسعة النطاق ومتواصلة تجاوزت مناطق الاشتباك المعتادة في جنوب لبنان، حيث بلغت نحو 1,100 غارة في اليوم الأول، مما أسفر عن سقوط أكثر من 400 قتيل و 1,200 جريح، وإجبار سكان الجنوب على النزوح الجماعي في ظروف قاسية وخطيرة.
إن محاولة حزب الله التستر بعباءة غزة هو خطأ سياسي فادح. فقضية فلسطين بشكل عام وحرب غزة الأخيرة تختلفان عن قضية حزب الله، على الرغم من راديكالية حركة حماس وانتمائها الأيديولوجي لما يسمى بمحور المقاومة. وعلى الرغم من المآسي التي حدثت في غزة، إلا أنها حظيت بتعاطف واسع النطاق على المستويين الشعبي والرسمي، لأنها أرض محتلة مغتصبة، وقضية فلسطين وحقوق شعبها في إقامة دولته هي مطلب شرعي بموجب القرارات الدولية والأممية. ولكن، في المقابل، من سيتعاطف أو يقف مع حزب الله، الذي تصنفه العديد من الدول كمنظمة إرهابية؟ ربما فرنسا وحدها تحاول التعامل معه على أساس أن لديه مكوناً سياسياً بالإضافة إلى العسكري، مما يتيح إمكانية التفاهم والحوار معه. ولكن الواقع أثبت فشل هذه النظرة، لأن فرنسا لم تستطع تحقيق أي تقدم إيجابي مع حزب الله لإخراج لبنان من المأزق الخطير الذي أوقعه فيه. وبناءً على هذه المعطيات وغيرها، لا يُستبعد أن تزيد إسرائيل من وتيرة هجماتها على لبنان، خاصة إذا تكرر التاريخ بشكل أسوأ مما حدث في عام 2006.
لقد سافر نتنياهو إلى الكونجرس الأمريكي خلال المجازر التي ارتكبت في غزة وألقى خطاباً مطولاً قوبل بعواصف من التصفيق والتعاطف. واليوم، من المفترض أن يكون في نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وإذا ألقى خطاباً، فإنه سيتحدث عن خطر حزب الله الإرهابي وضرورة مواجهته، وليس عن الاعتداء على لبنان وانتهاك سيادته وقتل المدنيين. ومع ازدواجية معايير المجتمع الدولي، ليس من المستغرب أن يحظى بعاصفة جديدة من التصفيق بفضل تهورات حزب الله، بينما تواصل آلته العسكرية تدمير لبنان.
